Monday, April 2, 2012

اعجاز سورة الإخلاص

عجائب سورة الإخلاص الجزء الثاني
________________________________________
أسماء الله في سورة الإخلاص
سوف نعيش مع أسماء الله الحسنى لنرى كيف تتجلَّى هذه الأسماء الكريمة في سورة الإخلاص التي هي سورة التوحيد والسورة التي نجد فيها صفات الله تعالى.
إن وجود نظام رقمي لأسماء الله في سورة تتحدث عن الله لهو دليل مادي ورقمي قوي جداً على أن الله تعالى قد أحكم أحرف أسمائه الحسنى في آيات كتابه ليدلنا على قدرته على كل شيء، وأن الله هو الواحد الأحد لم يتخذ ولداً ولا يساويه شيء فهو خالق كل شيء، سبحانه وتعالى عما يشركون.
توزع حروف اسم (الملك)
(الملك)هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ)[الحشر: 59/23]. ومن عظمة هذا القرآن أن كل حرفٍ فيه قد وضعه الله بمقدار وبنظام مُحكَم. والذي أنزل سورة الإخلاص هو الملِك تبارك وتعالى، لذلك رتب أحرف اسمه داخل هذه السورة بنظام رقمي يتناسب مع الرقم سبعة، لندرك ونعلم: (أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
لنكتب كلمات سورة الإخلاص ونخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الملك) أي ما تحويه كل كلمة من الأحرف: ا ل م ك :
قل هو الله أحد الله الصمد
0 3 1 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 1 0 2 1 0 2 1 1 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة (الملك) عبر كلمات هذه السورة هو: 12112012012331301 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
12112012012331301 = 7 × 1730287430333043
ومع أن هذه النتيجة مذهلة فقد يأتي من يقول إنها مصادفة! لذلك وضع الله تعالى نظاماً آخر ليؤكد هذه النتيجة، فعندما نُخرج ما تحويه كل آية من أحرف كلمة (الملك) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:


الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
5 6 6 7
وهنا نجد العدد 7665 من مضاعفات السبعة:
7665 = 7 × 1095
إذن تتوزع أحرف كلمة (الملك) في كلمات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة،وبالوقت نفسه تتوزع هذه الأحرف في آيات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة،أليس هذا عجيباً؟
توزع حروف اسم (القدُّوس)
ويبقى النظام مستمراً مع توزع أحرف اسم (القدوس)، لنكتب ما تحويه كل كلمة من كلمات السورة من الحروف: ا ل ق د و س: قل هو الله أحد الله الصمد
2 1 3 2 3 3
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف(القدوس) عبر كلمات السورة هو: 22101131121332312 من مضاعفات الرقم سبعة!
22101131121332312 = 7 × 3157304445904616
لم يتوقف الإعجاز بعد، فهنالك نظام آخر لتكرار هذه الحروف في كل آية من آيات سورة الإخلاص، لنكتب ما تحويه كل آية من أحرف (القدوس) كما فعلنا في الفقرة السابقة:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
8 6 8 7
إن العدد الذي يمثل توزع حروف (القدوس) عبر آيات السورة هو 7868 من مضاعفات السبعة:
7868 = 7 × 1124
وسبحان الله العظيم! النظام نفسه تماماً يتكرر مع اسمين من أسماء الله الحسنى، فهل جاءت هذه الحقائق بالمصادفة؟ وهنا نتساءل:
هل يمكـن لبشرٍ مهما بلغ من القدرة أن يأتينا بنصّ أدبي يعبِّر فيه عن نفسه تعبيراً دقيقاً، ويرتب حروف اسمه هو في هذا النص مع حروف ألقابه أو أسمائه بحيث تأتي جميعها من مضاعفات الرقم سبعة؟ إنها عملية مستحيلة، بل إن مجرد التفكير في صنع نظام مشابه لهذه السورة هو أمر غير معقول.
فهذه السورة عبَّر الله تعالى فيها عن نفسه وصفاته ووحدانيته سبحانه وتعالى، وهي لا تتجاوز السطر الواحد، في هذا السطر كل شيء يسير بنظام رقمي دقيق: الكلمات والحروف وحروف لفظ الجلالة (الله) وحروف أسماء الله الحسنى، كل هذا في سطر واحد! فكيف إذا درسنا القرآن كله المؤلف من أكثر من ثمانية آلاف سطر؟
ن هذه الحقائق الدامغة تدل دلالة يقينية أن البشر عاجزون عن الإتيان بسورة مثل القرآن، وهذه سورة الإخلاص خير دليل يشهد بصدق كلام الله تعالى. وقد نجد من وقت لآخر من يدّعي أن باستطاعته الإتيان بسورة مثل القرآن الكريم، أو حتى بمثل القرآن؟ وقد رأينا بالفعل في الآونة الأخيرة ما سُمّي بالفرقان الحق، وهو محاولة لتقليد القرآن!
وإنني على يقين أننا إذا قمنا بدراسة هذا (الفرقان البشري) من الناحية الرقمية فلن نجد فيه أي أثر لأدنى نظام أو إحكام، بل سنجد التناقضات والاختلافات الرقمية ولن نجد فيه نصاً واحداً أو جملة واحدة تنضبط رقمياً مع أي رقم كان، هذا عدا التناقضات اللغوية والبيانية والعلمية التي يمتلئ بها كتاب كهذا.

أما في كتاب الله عَزَّ وجَلَّ مهما بحثنا ومهما تدبَّرنا فلن نجد خللاً واحداً سواء في لغة القرآن أو في بلاغته وبيانه أو في إعجازه العلمي أو في أعداد كلماته وحروفه. وصدق الله سبحانه وتعالى عندما يقول عن كتابهلا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[فصلت: 41/42].
نظام مذهل لإسمين من أسماء الله
والآن سوف نتدبر نظاماً متعاكساً لتوزع حروف اسمين من أسماء الله الحسنى: (الخالق البارئ) وهنا يتجلى التعقيد الرقمي لهذه الأنظمة التي تتمثل في اتجاهات متعاكسة لقراءة الأرقام. فالعدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (الخالق) في هذه السورة من مضاعفات الرقم 7، أما العدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (البارئ) في السورة فهو من مضاعفات الرقم 7 ولكن باتجاه معاكس ،أي مقلوب هذا العدد.
توزع حروف اسم (الخالق) عَزَّ وجَلَّ عبر كلمات السورة
بالطريقة ذاتها نخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف (الخالق) ، أي الحروف الأبجدية ا ل خ ق:
قل هو الله أحد الله الصمد
2 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الخالق) على كلمات السورة من مضاعفات الرقم 7، فهو يساوي:
= 7 × 15858715890186
توزع حروف اسم (البارئ) تعالى في كلمات السورة
نكرر العملية ذاتها مع حروف كلمة (البارئ) سبحانه وتعالى، أي الحروف الأبجدية ا ل ب ر ي:
قل هو الله أحد الله الصمد
1 0 3 1 3 2
لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 2 0 1 2 0 1 1 1 1 1
نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار بالاتجاه المعاكس لقراءة الأرقام فتصبح قيمته: 10313212012011111 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7! فهو يساوي:
= 7 × 1473316001715873
إن تنوع وتعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في تعقيد المعجزة الرقمية لهذا القرآن، وزيادة في استحالة تقليد هذه المعجزة من قبل البشرمهما حاولوا. لذلك يمكن القول بأن عدد الأنظمة الرقمية في هذا الكتاب العظيم لا نهاية له!
لقد توزعت حروف اسم (الخالق) بنظام سباعي، وتوزعت حروف اسم (البارئ) بنظام سباعي معاكس، ومثل هذا النظام لا يمكن أن يكون من صنع بشر، بل هو من عند ربّ البشر تبارك وتعالى.
وانظر معي إلى عظمة كلام اللهقُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَأَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)[الكهف:18/109]. ولو تأملنا الكثير من أسماء الله الحسنى لوجدنا النظام يبقى قائماً، فمثلاً كلمة (البصير) تتوزع حروفها بنظام يقوم على الرقم 7، وكذلك كلمة (العدل) ... وغيرها.
وقد يتساءل القارئ الكريم عن سرّ تعاكس الاتجاهات في عمليات القسمة على سبعة. والجواب عن ذلك، والله تعالى أعلم هو أن القرآن كتاب مُحكَم وهو كتاب مثاني كما وصفه الله تعالى. وكما أن معاني ودلالات أسماء الله الحسنى تتعدد، كذلك تتعدد اتجاهات القسمة على سبعة.
وتأمل معي هذا الشكل الذي يعبر عن امتداد صفات الله وأنه لا نهاية لكلماته كيفما توجهنا يميناً أو يساراً:
الاسم الخالق البارئ
اتجاه القسمة على سبعة  
فالله تعالى هو الخالق الذي خلق الكون من العدم، وهو البارئ الذي برأ وأحكم ونظَّم وأعطى هذا الكون خَلْقَه وشَكْلَه. وكما أنه لا نهاية لخلق الله تعالى، كذلك لا نهاية لإتقان صنع الله تعالى. وأننا كيفما توجهنا وفي أي اتجاه فإن أسماء الله لا نهاية لها.
والآن نأتي إلى دراسة سورة الإخلاص مع البسملة، والسؤال: هل يبقى النظام العجيب قائماً مع البسملة؟ وهل تبقى الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة؟
__________________

No comments:

Post a Comment