وبعد الزواج الميمون ، انصرفت ثريا إلى التزود بثقافة إسلامية ساعدها في الدعوة إلى الإسلام ، حتى كادت أن تقرأ كل ما نشر عن الإسلام باللغة الألمانية ، فقرأت كتاب ( مبادئ الإسلام ) لأبي الأعلى المودودي ، وكتاب ( هذا الدين ) لسيد قطب ، و( المعجزة الخالدة ) لخالد . محمد خالد ، و( الإسلام ) للبرفسور محمد حميد الله ، إضافة إلى مجموعة من الكتب التي صدرت عن المركز الإسلامي في ميونخ ، مثل كتاب ( محمد ) ، قص الأنبياء ، الصلاة والصيام ، كما أنها تقرأ مجلة " الإسلام " التي تصدر بالألمانية ولديها نسخة من القرآن الكريم باللغة العربية ونسخة من معانيه باللغة الألمانية وتتعلم ثريا الآن اللغة العربية في المركز الإسلامي في شتوتجارت ، وهي تتقن ترجمة بعض العبارات بعد أن تعلمت الحروف العربية ، وتستطيع قراءة بعض آيات القران الكريم وفهمها بمعونة زوجها ، وهي تأمل أن يكون اليوم الذي تقرأ فيه القرآن كله بالعربية . . قريبا . ومن خلال قراءة ثريا لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ، تأثرت من المواقف التي تظهر عظمة النبي الكريم وتؤكد أنه رسول الله ومنها موقف الناس من أمانة النبي قبل البعثة ، وثقتهم بصدقه . حتى كانوا يضعون عنده أماناتهم ولم يستردوها بعد بعثته عليه الصلاة والسلام رغم عدم اتباعهم له وإيمانهم برسالته ، إلى أن جاء يوم هجرته فصار يرد الأمانات إلى أصحابها . وتأثرت ثريا أيضا بموقف النجاشي حين رحب بالمسلمين المهاجرين إليه في الحبشة بعدما سمع منهم ما قالوه عن الإسلام وآمن به وقوله أن هذا يخرج وما جاء به عيسى عليه السلام من مشكاة واحدة وتتحدث ثريا عما قرأته عن مولده عليه الصلاة والسلام وعلامات نبوته حين أخذته مرضعته حليمة . وتضيف ثريا إن من أعظم ما أثر في نفسها وزاد في رغبتها في الدخول إلى الإسلام ، هو مؤاخاة النبي عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار في المدينة ، فقد شعرت أن هذا هو ما تشتاق إليه ، وهو أيضا ما تسعى لتجديده في مجتمعات المسلمين المعاصرة . وعن موقف الناس المحيطين بها من إسلامها تقول ثرياء إنهم فريقان ، فريق يسلم بأن للإنسان أن يختار عقيدته الموافقة لقناعته ، وفريق آخر يلومها باستمرار ويسألها : أنت لا تأكلين لحم الخنزير،، لا تحتسين الخمرة ، لا تذهبين إلى المسابح ، لا تسهرين في النوادي . . ماذا تكسبين من حياتك إذن إذا كنت لا تفعلين هذا كله ؟ تقول ثريا : ولعل عدم تناول لحم الخنزير واحتساء الخمرة لم يعد مشكلة . . فإن كثيرا من الأسر الألمانية بدأت تتجه إلى هذا بعد أن تأكد ضررهما الصحي البالغ . ولكن تبقى المشكلة في حرمان المرأة المسلمة من ممارسة النشاطات الرياضية المختلفة وبخاصة السباحة ، وفي وجود أسر مسلمة لتبادل الزيارات معها ، ولهذا اقترح أن تخص مسابح للنساء ، فهناك مئات الآلاف من التركيات المسلمات لمحرومات من السباحة ، وأن تقيم المراكز الإسلامية حفلات بين الآونة الأخرى ، وأرى أن ما ينقص العمل الإسلامي في أوروبا هو فاعلية لسيدات المسلمات في صلوات الجمعة واللقاءات ، ولعل إقامة مراكز إسلامية كثيرة تخفف من بعد المسافات بين الأسر المسلمة . وبعد ، فإن ثريا انتقلت من شتوتجارت إلى ميونخ ، حيث صار زوجها يعمل في المركز الإسلامي هناك ، ووجدت ثريا فرصتها للعمل للإسلام في ميونخ أرحب ، فالأسر المسلمة كثيرة ، والنساء الألمانيات يترددن على المراكز باستمرار يسألن عن الإسلام ، هذا ما يحقق لثريا أملها في الدعوة إلى دين الله الذي أشرق قلبها بنوره ، وملأ جوانحها ضياؤه . يلاحظ من قصة إسلام ثريا أنها قد كانت طفلة لم تكن مقتنعة بأن الصلاة يجوز صرفها للبشر ، ولذا كانت غير مقتنعة بأن صلاتها متوجهة إلى عيسى عليه السلام وغير مقتنعة أن عيسى إله بل هو بشر وهو بحاجة إلى رب يعبده فكانت تتجه إلى ربها بقلبها رغم أنها تصلي صلاتهم ، فسبحان من وضع الفطرة في القلوب ، فمهما حاول الكفر انتزاعها فلن يستطيع ذلك .
مرات القراءة: 287 - التعليقات:
No comments:
Post a Comment